القوات تستعد لقلب المشهد… فما مصير التيار؟
لا تخفي القوات اللبنانية، على لسان كبار مسؤوليها وصغارهم، وصولا الى آخر ناشط على مواقع التواصل، انها تتوقع قلب المشهد السياسي في الساحة المسيحية في اي استحقاق انتخابي نيابي مقبل، سواء كان مبكرا كما تطالب منذ فترة، او في الموعد المحدد، او حتى بعد تمديد مرفوض من قبلها.
فالعهد في نظرها فشل، ليس فقط في تحقيق اي من الوعود التي رفعها منذ اليوم الاول، بل في الحفاظ على الحد الادنى المطلوب لتحصين المستقبل السياسي للتيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، الذي يعبر عن استمرارية الحالة العونية، التي حالت منذ سنوات دون تصدر القوات الموقع الاول مسيحيا، على رغم رفعها شعارات تراها تعبر عن التوجه التاريخي لمسيحيي لبنان، على عكس الشعارات العونية التي تشكل انقلابا كاملا على الارث السياسي المسيحي وفق وجهة نظر القوات.
القوات ثابتة وتتقدم، يرى القواتيون، فيما التيار مترهل ويتراجع سياسيا وتنظيميا، والاهم في نظرة الرأي العام المسيحي له، وقد هشمتها احداث ما بعد 17 تشرين، حيث باتت كفة الذين يساوونه بغيره من القوى السياسية راجحة، لا بل صار كثيرون يحملونه وحده مسؤولية الاوضاع الراهنة، بعدما كانوا ينظرون اليه على انه مختلف، بالمقارنة مع سائر القوى المسيحية ذات الماضي الذي يطرح علامات استفهام.
“القصة قصة وقت”، يردد القواتيون، “فالمستقبل امامنا، وهذا ما تؤكده الانطباعات والاحصاءات”.
في المقابل، لا تخفي اوساط التيار الوطني الحر الصعوبات الكبيرة ولا سيما في مرحلة ما بعد 17 تشرين.
“استعملوا شعاراتنا الاصلاحية ضدنا، وكرروا تجربة 2005 حين استخدموا شعاراتنا السيادية في محاولة لضربنا عبر تصويرنا تابعين لسوريا وايران”، يرى العونيون.
“قد نكون اخطأنا في التكتيك، لكن استراتيجيتنا واضحة وثابتة، ليس فقط في الملفات الاقليمية والقضايا الوطنية الكبرى، بل ايضا في نظرتنا الى ادارة الدولة ومحاربة الفساد، وهو ما ادى الى اكثر من سوء تفاهم مع اقرب الحلفاء.
الانطباعات والاحصاءات شيء، والواقع شيء آخر، وبكير كتير”، يتابع العونيون. “فمن من كل هؤلاء الذين يعدون الايام للتخلص منا كان يتوقع ان نحصد سبعين بالمئة من اصوات المسيحيين عام 2005؟ ومن كان يتوقع ان نصمد في مواجهة تحالف اتهمنا بأننا نسعى الى تطبيق ولاية الفقيه في لبنان عام 2009؟
تذكروا جيدا الفيديو الذي نشر بكثافة عبر مواقع التواصل والذي يحدد فيه الجنرال بوضوح ودقة في مقابلة تلفزيونية شهيرة اسباب الازمة التي نمر فيها اليوم.
راقبوا جيدا ما يجري في ملف التدقيق الجنائي الذي بات الطرح الاصلاحي الاعلى سقفا في لبنان، والذي اصبح مرتبطا باسم رئيس الجمهورية ومؤسس التيار. تابعوا ما جرى مع القاضية غادة عون والعطف الكبير الذي استحوذت عليه لتصبح رمزا لمحاربة الفساد بجرأة وتمرد في لبنان.
واكبوا الحركة التشريعية ودور تكتل لبنان القوي فيها، ولا تنسوا الموقف السيادي من ملف الحدود البحرية الجنوبية… والاهم تفرجوا على ردود فعل الآخرين الهستيرية والتخبط الذي يعيشون”، تتابع الاوساط.
“لقد استوعبنا الصدمة، واستعدنا المبادرة. اما الآخرون فلا يزالون حيث هم. لا يتحركون بل يتفاعلون سلبا وايجابا مع حركة التيار وهنا نقطة قوتنا التي افشلت كل خصومنا في الماضي وستفشلهم اليوم.
والجميع بات يعرف وسيعرف اكثر مع كل يوم يمضي، اننا لسنا كالآخرين، بل مختلفون عنهم جذريا، ولسنا من المنظومة بل في حالة حرب سياسية معها منذ عقود.
نحن تيار لا عمالة ولا عمولة ولا دم. شعبنا يعرفنا جيدا. وحتى لو نجحوا في تشتيته بعض الشيء، لكن العصب موجود وقوي… والآتي قريب”، تختم اوساط التيار.